بعد الحوارات المُثمرة في عَمَّان عام 2021، عُقد اجتماع ثانٍ بالدنمارك جمع بين سفراء الحوار من مصر وتونس والأردن والدنمارك.
بقلم/ إليزابيث فانغ يورجنسن
تُشير عقارب السّاعة إلى الثالثة ظهرًا في أحد الأيام الصافية والدافئة بفصل الربيع، بينما يندفع الطّلاب الشّباب خارجين مِن “مدرسة أوريغارد الثانوية” في مدينة “هيليروب” الدنماركية. في خضم المَشهد المُعتاد للطّلاب الدنماركيين، يُمكن سماع أصوات تتحدَّث باللغتَيْن العربية والإنجليزية، إذ يُغادر المَدرسة أيضًا عشرون سفيرًا مِن سفراء الحوار، جاؤوا مِن تونس والأردن ومصر والدنمارك بعد عقد أربع ورش عمل حضرها ما يقرب مِن ستّين طالبًا.
تعالَت الضّحكات والصّيحات الحماسية في الشوارع، بينما يتبادَل السفراء تجاربهم المختلفة في إدارة ورش العمل في مدرسة أوريغارد، وهم في طريقِ العودة إلى وسط مدينة كوبنهاغن.
ملأ الحماس الشّاب أحمد طه مِن تونس، الذي يدرس الطّب ويبلغ من العمر 22 ربيعًا، إذ سلّط الضّوء على موقف حقوق الإنسان خارج الدنمارك، وقال: “أعتقد إننا حققنا فعلًا النتايج اللي عايزينها، رغم صعوبة قياسها في مشروع زي ده. كُنّا عايزين الطلاب يعرفوا أكتر عن موقف حقوق الإنسان في تونس، وفي نفس الوقت نخلق مساحة حرّة ليهم، يقدروا من خلالها يعبّروا عن نفسهم بحُرّية، ولمّا قريت ملاحظاتهم بعد الجلسة، حسّيت إننا وصلنا للهدف ده.”
أحمد مِن ضمن 31 سفيرًا مُجتمعين بالدنمارك لعقد ندوتهم الدولية الثانوية. يُقام مشروع سفراء الحوار منذ 2009، وله فروع في الدنمارك ومصر وتونس والأردن. ويهدف المشروع إلى خلق تفاهمٍ مُتبادلٍ بين الشّباب مِن خلال تطوير مهاراتهم في الحوار وتصميم ورش العمل وتسهيل إقامتها. بدأت هذه النّدوة بتدريب استمرّ ثلاثة أيامٍ، تعلَّم فيها السّفراء أدوات جديدة لإدارة ورش العمل، واشتملت الأنشطة على العمل معًا كفريقٍ بالتّركيز على الثقة والملاحظات والاستماع النّشط. ثمّ جرى تقسيم السّفراء إلى مجموعاتٍ، وتولّوا إدارة ورش عمل الحوار في المدارس الثانوية الدنماركية.