قال المدير التنفيذي لشبكة صحفيي البيانات العرب، الصحفي عمرو العراقي، إنه لولا شركاء الشبكة، ما استطاعوا إقامة مؤتمرها الأخير، الذي أقيم لثلاثة أيام، تحت عنوان “من أجل صحافة بيانات متعمقة”، بالشراكة مع النادي الإعلامي بالمعهد الدنماركي المصري للحوار، وبحضور نحو 300 مشارك، و50 محاضرًا، من بلدان عدة شملت، إلى جانب مصر: لبنان والأردن، وسوريا، والعراق، واليمن، وفلسطين، وموريتانيا، والجزائر، وتونس، والبحرين، والسعودية، والإمارات، وعدد من البلدان الأخرى.
وأضاف العراقي، في حوار مع موقع “النادي الإعلامي”، على هامش المؤتمر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة، أن “صحافة العمق باتت ضرورة ملحة للراغبين في البقاء من العاملين بمهنة الصحافة”.. وإلى نص الحوار:
ما الرسالة التي يحملها مؤتمر “من أجل صحافة بيانات متعمقة” للعاملين بصناعة الصحافة في مصر والعالم العربي؟
الرسالة تقول إن التغيير يجب أن يحدث، وانزلاق بعض المؤسسات الصحفية نحو صحافة “الترافيك”، حيث يقوم الربح على محتوى ضعيف، يجلب زيارات أكثر، وأموالا أكثر من الإعلانات، نموذج بات مستهلكًا، ولا يضيف قيمة إلى القارئ، ويستهدف شبابًا من شريحة عمرية صغيرة، لكن المؤسسة التي تحاول البقاء في السوق، عليها الاهتمام بجودة وعمق المحتوى.
لننظر مثلًا إلى مجلات مثل “فوربس” و”ناشيونال جيوجرافيك”، وغيرها، من المجلات والصحف التي تقدم محتوى يدفع القراء إلى الاحتفاظ بأعداد منها، وعمل أرشيف خاص لهم، فهذا ناتج عن وجود مضمون جيد بين صفحاتها، يستحق من القارئ أن يدفع تكلفة عالية، وأن يحتفظ به.
فكرة صحافة العمق وأن تقدم قيمة جيدة للقارئ، أصبحت ضرورة ملحة للراغبين في البقاء، فمن السهل أن تقدم محتوى عاديًا، لكن من الصعب أن تؤثر في القارئ، وأن تضمن حرصه على شراء نسخته من صحيفتك، أو أن يحرص على تصفح محتواك بشكل دائم.
صحافة البيانات نمط من الأنماط الصحفية التي تعتمد على البيانات كمصدر لبناء القصة الصحفية، بحيث يستخدم الصحفي البيانات كمصدر أساسي في الوصول إلى القصة من خلال عملية بحثه داخل البيانات، وتحليلها في محاولة من أجل الوصول إلى أشياء متشابهة، أو مختلفة، أو خيوط تقوده إلى قصة مفيدة للقارئ.
الأمر لا يتعلق بكيفية البحث عن البيانات، وتحليلها، والتعامل معها في صيغة جداول، لكن يتطلب أيضا أن يكون لدى الصحفي مهارة في سردها، وأن ينجح في نقل جدول قبيح مليء بالأرقام، بصورة بصرية تفاعلية، تجذب القراء، وتساعدهم على استيعاب هذا الكم من البيانات.
نستهدف نشر مفهوم صحافة البيانات، وتصحيح بعض المفاهيم المتعلقة بها، والوقوف على مستجدات هذه الصناعة حول العالم، كما أن مؤتمرنا جاء بمثابة نقطة التقاء وتشبيك بين الصحفيين العرب، والدوليين، للنقاش حول المشكلات والحلول، وهو ما يخلق فرصًا للتعاون العابر للحدود.
كيف يمكن أن تتعاون الشبكة مع المؤسسات الصحفية التي ما زالت بعيدة عن فكرة صحافة البيانات؟
نحن كشبكة نقدم خدمات للتدريب، ومن الممكن أن نتواصل مع المؤسسات الراغبة في تطوير فريقها، بأن نقدم لها خدمة تدريبية، أو دعمًا استشاريًا، كما سنقدم كذلك، تدريبات مستقلة للصحفيين الأفراد لرفع مهاراتهم.
وسنختار من المشاركين بالمؤتمر، مجموعة من الصحفيين من كل البلدان، ليكونوا سفراء في بلدانهم، لينشروا هذا الفيروس، وليتداولوا هذا المصطلح الحديث للصحافة، ومهارات صحافة البيانات من أجل تطبيقها.
لكن بعض المؤسسات الصحفية تقول إنها تمر بأزمة مالية قد تحول دون تحمل تكاليف التدريبات اللازمة للتطوير؟
فكرة التدريب في العمل الصحفي ليست معضلة، نحن نسمع كل يوم عن ورش تدريبية، والحقيقة أن الصحفيين بإمكانهم الحضور، وبتكاليف بسيطة.
ومن خلال تجربتنا، رأينا مؤسسات صحفية ترفع من أداء العاملين لديها، وأعتقد أن المؤسسات التي تبحث عن فرص للبقاء، لديها الوعي الكافي بضرورة الاستثمار في صحفييها، وأن يكون لديها كادر مهم تعتمد عليه لصناعة محتوى فريد ومتميز.
وماذا عن شركاء شبكة صحفيي البيانات العرب؟
لولا شركاؤنا ما كان هذا المؤتمر ليقام، ومن دونهم لم يكن ما نراه حاضرا، لولا المؤسسات التي وثقت فينا ما كان لنا أن ننظم هذا الحدث.
نشكرهم لثقتهم فينا، وفي قدرتنا على التنظيم، وفي جودة المحتوى الذي نقدمه، ونأمل أن نتعاون معهم في المستقبل ليقام هذا المؤتمر كل عام.
وما الرسالة التي توجهها لزملاءك سواء من حضروا أو من لم يتمكنوا من الحضور؟
على من حضروا أن ينشروا الفيروس، وينشروا مهارات صحافة البيانات من خلال كتاباتهم، وأن يخصصوا مساحة من الوقت لإنتاج هذا النوع من المحتوى، ونأمل أن تتاح الفرصة لاحقا لمن لم يتمكن من المشاركة.
ما الخطوة التالية بعد إقامة المؤتمر؟
الخطوة التالية للشبكة تتمثل في العمل على إعادة نشر محتوى المؤتمر، مرة أخرى، أمام من لم يتمكنوا من الحضور، من خلال موقع الشبكة، في صورة فيديوهات ومقالات تعريفية.
المؤتمر شهد الإعلان عن أعضاء مجلس إدارة للشبكة.. ما هي أجندتكم للمرحلة المقبلة؟
الشبكة مؤسسة كشركة مصرية وفقا للقانون المصري، ومجلس الإدارة مجلس شرفي دوره توجيه النصح، والمشورة لأعضاء الشبكة، ويشرف على الرؤى والميزانية الخاصة بها، ويجتمع أربع مرات في العام، ليوجهنا بأفكاره، ورؤاه، وليفتح لنا الآفاق للوصول إلى شركاء جدد.